الصرخي الحسني والإهتمام بصناعة العلم والعلماء
قال تعالى :(قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) (9) الزمر
يعتبر الإسلام طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ، فقد جاء في الحديث الشريف: " طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة "
وهذه المنحة الربانية العجيبة التي منحها الله للإنسان، وكرّمه بها وفضّله وهي إحدى معجزات الخلق نمر بها غافلين لإن الأغلب تعودها ! فحري بالإسلام أن يحتفل بالعلم ويعظمه، وهو الذي يحتفل بطاقات الحياة كلها ويعظمها، وهو الذي يوجه القلوب لكل منحة منحها الله، وكل آية من آياته.
فلقد كان الرسول (صلى الله عليه وآله) يحث على العلم ويرفع منزلته، وهو الذي نزل عليه الوحي فعلمه: (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) فذاق حلاوة العلم، وتفتحت له به الآفاق, وعن الإمام علي (عليه السلام) قال: يا مؤمن إن هذا العلم والأدب ثمن نفسك فاجتهد في تعلمهما، فما يزيد من علمك وأدبك يزيد في ثمنك وقدرك فإن بالعلم تهتدي إلى ربك، وبالأدب تحسن خدمة ربك، وبأدب الخدمة يستوجب العبد ولايته وقربه، فاقبل النصيحة كي تنجو عن العذاب .
فنظراً لما تقدم وللأثار البالغة للعلم في حياة الشعوب والأشخاص والأُمم، وأهميته في التقدم والحضارة وبناء الإنسان وبناء الأكوان، فما سادت أمة من الأُمم إلا بالعلم، وهذا أمر غاية في الوضوح ولا يحتاج إلى براهين, ومن أجل أن تسمو همة طالب العلم في طلبه فيبذل ما في وسعه لتحصيله ولا يركن إلى الكسل والتواني ولا يسوّف ، ويجعل قدوته العلماء العاملين الذين جدوا وتسابقوا في هذا الميدان أهتم السيد الصرخي الحسني (دام ظله) بالعلم وطلبته, فجاء خطابه وبيانه رقم -22- تحت عنوان " عطلة يوم السبت " تحفيزاً للإنسان العراقي على تحصيل العلم من خلال هدى توجيهاته النيرة الخاصة بضرورة طلب العلم مما جعل طالب العلم يستلهم الإصرار والعزيمة من ثراء نتاجه العلمي الغزير و المتقدم في ساحة العلم الغراء .... وهذه فقرة من فقراته المباركة :
" يجب الحث على التحصيل العلمي والتفوق فيه وتبقى مسؤولية الآباء والأمهات والأخوان والأخوات والأقارب والأصدقاء والجيران وغيرهم في تحصين شخصياتهم (أنفسهم) وأفكارهم ثم تحصين الآخرين الملتحقين بتلك المدارس لطلب العلم تابعوا أبناءكم أسألوا عنهم أسألوهم أنصحوهم علّموهم شجعوهم حصنوهم فكرياً وروحياً وأخلاقياً والله تعالى هو الموفق والمسدد والمعين" .
ها هو السيد الصرخي الحسني وهذه مواقفه المشرفة التي شجعت الكفاءات الشابة بالمزيد من العطاء لمواصلة السيرة العلمية والنهوض بالعراق العزيز لكي يحتل المكانة المرموقة التي يستحقها في الحضارة الانسانية ؛ مرجع ونجم بارز في سماء العراق الأبي ومصباح من مصابيح الدجى؛ وعالم من العلماء الذين يضيؤون للناس طريق الحق....الذين متى ما أقبلنا على موائد توجيهاتهم العلمية السديدة ونهلنا منها معاني البر والإيمان نظر الله وجوهنا، وأصبغ علينا نعمة ظاهرة وباطنة، وإذا أدبرنا وأعرضنا عن نصائحهم ؛ فسوف تكون العاقبة أن تعم ظلمات الجهل بالعباد ..
وفي الختام نسأل الله عز وجل أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا ، وأن يجعلنا من " الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب ".